الثلاثاء، 17 أبريل 2012

nouhabdealla@rocketmail.com


من هم المتقون الحقيقيون في القرآن الكريم؟!

لا شكَّ أنَّ كُلَّ إنسانٍ كيِّسٍ يستَشعِر في هذه الأيَّام الشَّتويَّة البارِدَة ؛ نِعمَة الله عَليه بِهذه الملابِس والمَعاطِف الصُّوفيَة التي يُدثِّرُ الله بِها سوءاتِنا، ويَقيَنا بِها قساوَة الزَّمهَرير ولَفح الرِّياح العاتِيَة والثُّلوج!
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [النحل : 5].
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [النحل : 81].
فحَمدًا لكَ يا ربِّ على نِعمَك وألطافِك ومِننَك؛ سُبحانَك لا نُحصي ثَناءً عليكَ أنتَ كما أثنَيتَ على نَفسك!
*
بيدَ أنَّ على كُلِّ عاقِلٍ فَطِنٍ منَّا وهُو يستَمرئ الدِّفء، ويتنعَّم بالحَرارَة، ويَقي جسَدَه مِن البَرد بُكلِّ ما استَطاعَ مِن إمكاناتٍ ووسائِل؛ أن يكُون على ذُكرٍِ دائِم بأنَّ هُنالِك لباسا أهمَّ وأجلَّ خَطرًا لا يجُوزُ لَه أن ينسَلِخ عَنه لَحظَة مِن ليلٍ أو نَهار! في شِتاءٍ قارِس أو في صيفٍ قائِظ! إنَّه لباسُ التَّقوى وما أدراكَ ما لِباسُ التَّقوى!
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [الأعراف: 26].
-
دأبُ كُلِّ إنسانٍ سويِّ الفِكرِ، مُستَقيمِ الفِطرة أن يهتمَّ بتغطيَة سَوءَتِه وسَتر عَورتِه لا يشذُّ في ذَلك إلاَّ مَن تنكَّر لإنسانيَّتِه! وهذه آيَة مِن آياتِ الله تَعالى... فلمَّا علِم الله ذَلك مِن خَلقِه؛ جعلَ لهُم مِن ذَلك رابِطًا إلى الاعتِناءِ بلباسٍ آخَر فضيحَة انخلاعِه وسقُوطِه عَن الإِنسان أشدُّ وأنكَى مِن سقُوطِ لباسِ جسدِه! ولا غَرو! فرُوحُ الإِنسان أغلى وأعظَم مِن قفصِه الجسَدي بما لا تجُوزُ مَعه المُقارنَة البتَّة! ولَكن مَع ذَلك تجدُ كثيرًا مِن النَّاس يهتمُّون بلباسِ أجسادِهِم إلى حدِّ السَّرف والخُيلاءِ رُبَّما، ولا يُولون أيَّ اهتِمامٍ لشيء اسمه "لباسَ التَّقوى"! بل ولعلَّّ هذه العبارَة القُرآنيَّة لَم تطرُق أسماعَهُم أصلا!
*
التَّقوى في اللُّغَة مُشتقَّة مِن جذر "وقى"، يقي، وِقايَة؛ بِمعنى جَعل بيَنه وبينَ شيءٍ آخَر حاجِزا ومانِعا وحِرزًا وحِمايَة؛ كأن تقُول: وَقى نفسَه مِن الحَر أو مِن ضربات الرَّصاص مَثلا؛ وغالبُ اقترانِها في القُرآن الكَريم بالله سُبحانَه وتعالى واليَوم الآخِر؛ ولا يَخفى أنَّه اقتِرانٌ مَجازي مقصُود بِه اتِّقاءُ سخَط الله وعقابِه؛ واتِّقاءُ أهوال ذَلك اليَوم وشدَّتِه؛ أو شَيئا على نَحو ذَلك.
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
 فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [البقرة : 24].
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاًhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [البقرة : 123].
*
قبلَ أن نُبيِّنَ مَعنى التَّقوى في القُرآن الكَريم وممَّ تكُون التَّقوى، وصفات المُتَّقين وجزاؤهم في الدنيا والآخِرَة (بِما يتَّسِع لَه المَقام)؛ أبادِر لأقرِّرَ أخطَر شَيءٍ في المَوضُوع؛ كانَ سبَبًا رئيسًا لخطِّي لِهذه الأسطُر؛ وهُو أنَّ جنَّة النَّعيم السَّرمديَّة لا يدخُلُها إلاَّ المُتَّقُون؛ ولا يستحقُّها إلاَّ المُتَّقُون؛ وجنَّاتُها وأنهارُها وثمارُها وخيراتُها كُلُّها حصريَّةٌ على المُتَّقين! ومَن لَم يكُن مِن المُتَّقين فلا مَطمَع لَه في دُخولِ الجنَّة أبَدًا... هذا ما يقُولُه القُرآن ببيانٍ ما بعدَه بيانٍ، ونصاعَة ما بعدَها نصاعَة!
-
بادَرتُ لتقريرِ هذا في فاتِحةِ المَقال؛ لأنَّ التَّعاريفَ المعهُودَة في الكُتبِ للتَّقوى وإن كانَ مضمُونُها صَحيحًا لا غُبارَ عليه؛ إلاَّ أنَّ هذا البُعد العَميق (والأَخطر في القضيَّة) لا يُركَّزُ عليه كثيرا، ولا يُبرَزُ بجَلاء ووُضوح؛ فيخالُ المُستَمع المُستَعجِل أنَّ التَّقوى فضيلَة وليستَ بِفريضَة! وأنَّه إن تحلَّى بصفَة "التَّقوى" فإنَّها ستَزيدُه قُربًا إلى الله تَعالى ودَرجاتٍ عِندَه في الجنَّة، ورِفعَة في المَنزِلة! وأمَّا إن لَم يكُن مِن أهلِ تِلك الصِّفَة فلا ضَيرَ عليه ولا تَثريبَ عليه... وسيكُون مِن أصحابِ الجنَّة بتِلك الصِّفَة أو بدُونِها! 
وتجدُ كثيرًا مِن تِلكَ الكُتبِ تتحدَّثُ عَن دَرجَة المُتَّقين كأنَّها عبارَة عَن مَنزِلة رفيعَة سامِقَةٍ ليسَ بالضَّرُورة أن يبلُغَها كُلُّ النَّاس!
*
لنستَمِع جَميعا إلى هذه الآياتِ البيِّنات بإنصاتٍ وخُشوع؛ ولننظُر بعد ذَلك هَل هذا الأَمر الذي قرَّرناهُ إلقاءُ للكَلامِ على عواهِنه أم أنَّه عينُ ما يَنطِقُ بِه القُرآن! ولننظُر هَل تحتَمل هذه الآيات تَأويلا أو تَخصيصًا بحيثُ يَجدُ العاصي مِنها مَلاذًا ومَفرا!
يقُول تعالى: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.pngتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاًhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [مريم : 63].
ويقُول: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.pngمَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png[الرعد : 35].
وفي سُورة محمَّد(صلى الله عليه وسلَّم) : http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.pngمَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [محمد : 15].
وفي القَمرhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.pngإِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [القمر : 55].
وفي النَّحل كذلك:http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.pngوَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ. جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png[النحل: 30- 31].
ونفس الحَقيقَة نجدُها في الدُّخان:http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.pngإِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57)http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png الدُّخان.
وفي الطُّور:http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.pngإِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ (20)http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png الطُّور.
والمرسَلات أيضاhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.pngإِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ (44) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png المُرسَلات.
*
هَل في ذَلك قسَمٌ لِذي حِجرٍ بعدَ هذه القَواطِع التي لا تَدعُ مُدخليَّة لشكٍّ أو ارتياب أو انفِتالٍ عَن الحقيقَة، وانخلاعٍ عَن رِبقَة التَّقوى؟!
*
سنَفهَم الآن بوُضُوح سرّ الأوامِر الرَّبَّانية المُتكاثِرة في القُرآن الكَريم بالتَّقوَى ومُصاحبَة المُتَّقين؛ لأنَّ الأَمر خَطير يتعلَّقُ بِجنَّة أو نَار، وليسَ عبارَة عَن ميزَة خُصوصيَّة تتعلَّق بطائِفَة نادِرَة مِن النَّاس! ولنُورِد بعضًا مِن تِلك الآياتِ البيِّنات عَسَى أن تَقع في قُلوبِنا مَوقِعا حَسَنًا إن شاءَ الله!
[
آل عمران : 102].[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ]يقُول تَعالى:
 [
النساء : 1].[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً]ويقُول عزَّ مِن قائِلٍ سُبحانَه:
 [
لقمان : 33].[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ]وفي خاتِمة لُقمان:
 [
الحج : 2].[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ]وفي مُستهلِّ سُورة الحَج
[
الزمر : 10].[قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ]وفي الزُّمر يُخاطِبُ الله عبادَه
*
وهكذا فإنَّ نَظائِر هذه الآيات في كِتاب الله كثيرَة؛ ومَن أحقُّ مِن الله بالتَّقوَى والطَّاعَة والاستِقامَة؛ سُبحانَه هُو أهل التَّقوى وأهل المَغفِرة!
-
وحتَّى الرَّسُول الحَبيبُ المُصطَفى (عليه الصَّلاة والسَّلام) لَم يُعفَ مِن الأَمر الإلهيِّ بالتَّقوَى؛ فهُو كذَلكَ في حاجَةٍ كسائِر مَن خلَقَ الله إلى أن يَقيَهُ الله مِن عذابِ السَّمُوم؛ كيفَ لا وهُو القائِل عَن نَفسِه في القُرآن: إنِّيَ أخافُ إن عصَيتُ ربِّي عذابَ يَومٍ عَظيم؟! فإذا كانَ نبي الكَرامَة لَم يستبعِد العذابَ عَن نفسِه الطَّاهرة الزَّكيَّة؛ فأنَّى لعُصاةِ أُمَّتِه المُصرِّين أن يُعطُوا لأنفسِهم ضَمانَة وَهميَّة زيَّنتها لهُم شياطينُهم وزَخرفتها لهُم بدخُول الجنَّة والنجاة من النَّار؟! مالهُم كيفَ يحكُمون؟! أم لهُم كِتابٌ فيه يدرُسُون؟!
لنُصِخْ بآذانِ قُلوبِنا إلى هذا النِّداء الرَّباني الصَّارِم لخاتم الأنبياءِ والمُرسَلين، ولنقِس عليه فإنَّ القياسَ في مِثلِ هذه المَواطِن لا خِلاف في حُجِّيتِه! http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.pngيَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً. وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً. وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاًhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [الأحزاب :1- 3].
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
اتَّقِ اللهhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png!! ما أعظَمَها مِن عبارَة! لا خَيرَ فينا إن لَم نقُلها، ولا خَيرَ فيما إن لَم نسمَعها! ولَكن مِن النَّاسِ مَن إذا قيلَ لَه اتَّقِ الله أخذتهُ العِزَّة بالإثمِ وأرغَى وأزبَد والتفتَ إليك بِصلفٍ وكِبر قائِلا: ماذا رأيتَ فيَّ حتَّى تقُول لي اتَّقِ الله؟! وهَل رأيتَني أحرِقُ سجَّادَ المسجِد؟!!! (على العبارَة العامِّية التي دَرج عليها بعض السُّفهاء)!
*
وكانَ رسُول الله كثيرًا ما يأمُر أصحابَه بالتَّقوَى؛ ونحنُ نقرَأ في القُرآن حادِثَة زَيد وقصّته مَع زوجِه... http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.pngوَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png[الأحزاب : 37].
*
ومِن قبلِ رسُولِنا الكَريم ذي الخُلُقِ العَظيم، دأبَ أنبياءُ الله ورُسُلِه عبرَ التَّاريخ الإنسانِي المَديد على دَعوَة أقوامِهِم إلى تَقوى الله والالتِزام بِطاعتِه كشَرطٍ واحِدٍ ووَحيد للسّلامَة والنَّجاة مِن عذابِ الدُّنيا والآخِرة... وحتَّى نُدرِك خُطورةَ التَّقوى يُحدِّثُنا الله في نفسِ سياقِ قصص أولِئك المُرسَلين عَن دمار القُرى التي بُعثُوا فيها؛ يَفهَم بعدَها كُلُّ لبيب أنَّه إن فرَّط في لباسِ التَّقوى فما لَه مِن دُون الله مِن ولي واق؛ قَولا واحِدا كَما يقُولُ بعض الأصوليين والفُقهاء!! و "الواق" بالمُناسَبة أحدُ أسماءِ الله المَهجُورة التي لا نجدُها في المُعلَّقات المَعرُوفَة لأسماءِ الله الحُسنى!
-
لأكتَفِ بنمُوذَج قصَّة نُوح مَع قومِه في سُورة الشُّعراء؛ وأُحيلُ القارِئ الكَريم إلى نَفس السُّورة لاستكمال المِشوار مَع بقيَّة الأنبياء! وسيلفى أنَّ الدَّعوة إلى التَّقوى نفسها، ومصائِر الأقوامِ المُكذِّبَة نفسها كذلك!و ليتأكَّد بعدُ من خُطورَة المَوضُوع وأنَّه ليسَ أبدا بالشَّيء الهيِّن أو الاستِحساني التَّجميلي الذي لا يضُرُّ الإنسانَ فقدُه!
يقُول تعالى: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.pngكَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110) قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111) قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (115) قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118) فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122)http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png الشُّعراء.
*
عَودا على بَدءٍ الآن؛ وقَد سبَق وأن قرَّرنا أنَّ التَّقوَى جَعل وِقايَة حيالَ شَيء مُعيَّن؛ وهي في كِتاب الله اتِّقاءُ سَخطِ الله وعقابِه الدُّنيوي والأُخرَوي؛ نُورِد بعض سياقات في القُرآن الكَريم لأوامِر ونَواهٍ مُتنوِّعَة في مَجالات مُختَلفَة مِن مجالات النَّشاط الإنساني؛ إنْ في الجانب العبادِي الرَّوحاني أو الجانب الحياتي المُعامَلاتي؛ نلفاها مُذيَّلَةً بالتَّقوى إمَّا أمرًا أو صِفَة، أو ثمَرَةً يقطفُها الإنسان جرَّاءَ امتِثالِه لذَلك الأَمر؛ ولنستحضِر ونَحنُ نتلَقَّى تِلك الأَوامِر مِن ربِّ العزَّة والجَلال أنَّ الله يُخاطبُنا مُباشَرة: طبِّقُوا هذا الأَمر وأذعِنُوا لَه حتَّى لا يأتيكُم العذابُ مِن قبلِه؛ فإنَّكُم إن استَنكفتُم عَنه وأهملتُموه؛ فاعلمُوا أنَّكُم فتَحتُم على أنفُسِكُم نافِذةً مِن عذابِ الله لا مُوصِدَ لَها – والعياذُ بالله – إلا إن تُبتُم تَوبَة نصُوحًا قبلَ المَوت!! 
أجَل هذا هُو الفَهمُ الصَّحيح الذي يَجبُ أن نستَصحبَه في أفكارِنا ومُخيِّلاتِنا ونَحنُ نقرأ أيَّ حديثٍ عَن التَّقوى في أيِّ سياق كان؛ فبهذا تَعظُم أوامِر الله؛ ويجلُّ وَقعُها في النُّفوس! أمَّا مَع الفِكر الإرجائي التَّنويمي؛ فلا تَعدُو أن تكُون تِلكَ الأَوامِر عبارَة عَن اقتراحات ومُستَحبَّات ليسَ إلاَّ!
-
قُلتُ إنِّي سأستعرِضُ بعضَ السِّياقات من غير استِقصاء حفاظا على حَجمِ المَقال لئلاَّ يطُول أكثَر مِن حدِّه؛ ولنستحضِر في كُلِّ مَرَّة المَعنى الذي قرَّرتُه آنِفا... إن أردتُم أن تكُونوا مُتَّقين فافعلُوا كذا، وائتمروا بِكذا لعلَّكُم تتَّقُون، وإن فعلتُم كذا فهُو أقرَب للتَّقوى... إلى ما شاكَل ذَلك مِن العبارات والصِّيَغ.
بعض سياقات التَّقوَى في القُرآن الكَريم
-
في سياق النَّهي عَن مَعاصٍ وآثام استَهان بِها كَثيرٌ مِن النَّاس:
 [
الحجرات : 12].[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ]
-
في سياقِ النَّهي عَن النَّجوى:
[
المجادلة : 9].[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ]
-
في سياق الأَمر بإقَامة الصَّلاة:
 [
الأنعام : 72].[ وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ]
-
في سياقِ بناء المَساجِد وبُيوت العِبادة: 
 [
التوبة :108- 109].[لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ. أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ]
-
في سياقِ الزَّكاة: 
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى. الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [الليل :17- 18].
-
في سياقِ الصِّيام:
 [
البقرة : 183].[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ]
-
في سياقِ الحج:
[
البقرة : 196].[ وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ]
 [
البقرة : 197].[ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ]
 [
البقرة : 203].[ وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ]
-
في مَوضُوع ذََبح الأَضَاحي والنُّسك:
[
الحج : 36].[وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ]
 [
الحج : 32].[ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ]
-
في فريضَة الحجاب والأَخذ بالسِّتر:
 [
الأحزاب : 55].[لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً]
-
في إصلاح ذات البَين:
 [
الحجرات : 10].[إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ]
-
في سياق الأدب وغض الصَّوت:
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png [
الحجرات : 3].[إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ
-
في الرِّبا والمُعامَلات المَالية:
 [
البقرة :278- 279].[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ. فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ]
-
في سياقِ ضَبطِ أحكامِ الدُّيون: 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ.... وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ]http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [البقرة : 282].
-
في سياقِ أحكامِ الرَّضاع والفِصال:
 [
البقرة : 233].[وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ]
-
في سياقِ الطَّلاق:
 [
الطلاق: 1].[يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً]
 [
البقرة : 237].[وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ]
 [
البقرة : 241].[وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ]
-
في سياقِ الوصيَّة وأحكامها:
 [
البقرة : 180].[كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ]
-
حتى في أمرِ الجِماع ومُقدِّمَاتِه:
 [
البقرة : 223].[ نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ]
-
في سياقِ الصَّيد والأطعِمة:
 [
المائدة : 4].[يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ]
[
المائدة : 96].[أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ]
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [الحج : 37].
-
في سياقِ القِصاص والجُروح:
 [
البقرة : 194].[ الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [البقرة : 194] ]
 [
البقرة : 179].[وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ]
-
في سياقِ المُعاهَدات والحُروب:
[
الأنفال :55- 56].[إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ]
 [
المائدة : 8].[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ]
 [
التوبة : 4].[إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ]
 [
التوبة : 7].[كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ]
 [
الحجرات : 10].[ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ]
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ  [الفتح : 26].[سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً
-
في أمرِ الأَنفال والغَنائم والفَيء:
 [
الأنفال : 1].[يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ]
 [
الأنفال : 69].[فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ]
 [
الحشر : 7].[مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ] 
-
في جَوامِع إيمانيَّة وأخلاق إنسانيَّة فاضِلة:
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png[البقرة : 177].
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ. وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ. أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [آل عمران : 133- 136].
-
في سياقِ الجِهاد:
 [
التوبة : 44].[لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ]
*
اللهم اجعَلنا مِن المُتَّقين الحافِظين لحُدودِك؛ المُمتَثلين لأمرِك يا أرحَم الرَّاحمين...و في الحَقيقَة لا يُوجَدُ فَردٌ مِن أفرادِ بني البَشَر إلاَّ ونوازِع التَّقوى مركُوزَة في نَفسِه مَطبُوعَة في فِطرتِه؛ ولكنَّ الأَمر يحتاجُ إلى جُهدٍ في تَزكيَة وتَطويع تِلك النَّفس حتَّى تستَجيبَ لأمرِ الله وتُخالِفَ هَواها! والجنَّة لا تُنالُ إلاَّ بالجُهد الذي هُو العَلامَة الفارِقَة بينَ المُؤمنين الصَّادقين والمُنافقين الكذَّابين!
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
 وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَاhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png الشَّمس.
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [محمد : 17].
-
وسيلَة تَزكيَة النَّفس هيَ الاتِّعاظُ الدَّائِم المُستَمر بمواعِظ القُرآن بتدبُّر آيِه الحَكيمَة، وتأمُّل مصائِر المُكذِّبين ووَعيد الأشقياء المُعانِدين، وجزاءُ الصَّادِقين المُخلَصين، وكذا حُسنُ التَّفكُّر فيما خَلقَ الله في الكَون مِن آيات ومُعجِزات؛ فكُلُّ ذَلك ممَّا يوطِّنُ القَلب على حقيقَة العُبوديَّة لربِّ الأَرض والسَّماوات، والسَّعي لاتِّقاءِ سَخطِه وعقابِه! لنستمِع إلى هذه البيِّنات...
 [
الزمر : 28].[قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ]
 [
طه : 113].[ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً]
 [
الأنعام : 51].[ وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ]
[
البقرة : 187].[ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ]
 [
يونس : 6].[ إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ]
 [
يونس : 31].[ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ]
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ. فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [البقرة :65- 66].
*
ومِن منَّة الله على عبادِه أن أمرَهُم بالتَّقوَى في حُدودِ الاستِطاعَة والطَّاقَة ولَم يُعنِتهُم بِما وراءَ ذَلك؛ وكُلُّ امرِئٍ على نَفسِه بصيرَة مِن قُدرتِه ومُكنتِه في تَطبيقِ أوامِر الله عزَّ وجل؛ والأَمر يَحتاجُ إلى تفقُّه وضَبط رصينٍ لأحكام الرُّخصَة والضَّرُورَة والظُّروف الطَّارئة؛ حتَّى لا يقَع المَرء في التسيُّب والانحِلال والتَّهتُّك تَحتَ شِعار يحمِلُه كثيرٌ مِن الجَهلى وذوي الوَهَن والخَوَر في الدِّين "فاتَّقوا الله ما استَطعتُم"! فلا يَنبغي أن نَغفَل أنَّنا مأمُورون قبلَ ذَلك بأن نتَّقيَ الله حقَّ تُقاتِه!
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [آل عمران : 102].
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [التغابن : 16]
*
ومَهما بَذَل الإنسانُ مِن جُهدٍ في سبيلِ التَّقوَى؛ فإنَّه لَن يأتيَ يومٌ يستَطيعَ أن يجزِم فيه بأنَّ اسمَه قَد اندَرجَ ضِمن قائِمَة المُتَّقين حَتما وفَرضًا أو يُدخِل فيه أحَدًا مِن عبادِ الله لَم يأتِ النَّصُّ القاطِع مِن المَولى عزَّ وجل أنَّه مِنهُم؛ فالله وَحدَهُ المُطَّلِع على ما في السَّرائِر والعالِم بِخبايا أعمالِ عبادِه؛ والإنسان لا يتعرَّفُ على النَّتيجَة النِّهائيَة لمُحصِّلَة سعيِه في الحياةِ الدُّنيا إلاَّ عِند سَكراتِ المَوت حينَ تأتيه ملائِكَة الرَّحمَة تُبشِّرُه بالنَّعيم المُقيم والفَوز العَظيم؛ أو ملائِكَة العذاب – والعياذُ بالله – تضربُه على وَجهِه ودُبُرِه وتبشِّرُه بِعذابِ الحَريق! فليُمسِك الإنسان العَصا مِن الوَسط إذَن ولا يُزكِّ نفسَه ولا أحدا مِن عبادِ الله على خالِقه جلَّ وعز! وليُسدِّد وليُقارِب وليجتَهد؛ وليُكثِر قبلَ ذَلك وبعدَه مِن الدُّعاء والتَّضرُّع؛ يَجدِ الله غفُورا رَحيمًا!
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [النجم : 32].
*
ليسَ بالعِرقِ ولا اللَّون ولا المالِ ولا الجاهِ يُفضِّلُ الله أحدًا مِن عبادِه على آخَر؛ بَل بالتَّقوَى وَحدَها؛ فُكلَّما كاَن المَرء أكثَر لله تَقوَى وخَشيَةً كانَ أقربَ مِن حضرتِه البهيَّة جلَّ جلالُه! اللهم أكرِمنا يا كَريم!
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png[الحجرات : 13].
*
فإذا كانَت التَّقوى إذَن بِهذه المَثابَة مِن الحساسيَّة والأهميَّة، والتَّشعُّب إلى سائِر مَناحي الحَياة، وكافَّة تقلُّبات الإِنسان؛ فلا غَروَ أنَّ المَرء سيكُون ضَعيفا بنَفسِه في سدِّ كُلِّ تِلك الثَّغرات إِن لفتُورٍ في همَّتِه أو لجَهل بالأَحكام حتَّى! فلِذا أمرَنا الحَكيم سُبحانَه أن نتعاوَن على تحقيقِ التَّقوى في حياتِنا، كُلٌّ وما أوتِيَ في سبيلِ ذَلك!
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png[المائدة : 2].
-
ولِهذا فإنَّ الأخلاَّءَ جَميعا في الآخِرَة سينقلبُ بعضُهم على بَعض؛ وتتأجَّج العَداوَة بينهُم في تِلك اللَّحظات العِصاب؛ ويتبرَّأ بعضُهم مِن بعض ويلعَن بعضُهم بَعضا؛ ولا ينجُو مِن ذَلك إلاَّ المُتَّقين الذين كانَ يشُدُّ بعضُهم أزرَ بعض ابتغاءَ رِضوان الله واشتراءِ جنَّتِه!
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [الزخرف : 67].
ثمرات التَّقوى في الدُّنيا والآخِرة
لا شكَّ أنَّ مَن سَلكَ سبيلَ التَّقوَى فإنَّه سيَحظَى بمَكارِم جليلة، وأُعطيَات ربَّانيَّة جَزيلَة؛ وهَل جَزاءُ الإِحسانِ إلاَّ الإحسان! سُبحانَ الذي لا يُضيعُ عَملَ عامِلٍ أيًّا كاَن مِن ذَكر أو أُنثَى، ويَجزي على المَعرُوف أضعافًا مُضاعَفة!
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [صـ : 28].
-
نستَعرِضُ بعضًا مِن تلكَ الثَّمرات على شَكل نِقاطٍ مِن غيرِ إسهاب في الشَّرح حتَّى لا نُطيلَ أكثَر – وقَد أطَلنا – فمَعذِرة للقارئِ الكَريم.
 [
البقرة : 282].[ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ]1) التقوى أعظم سبب لنيلِ العِلم الرَّبانيِّ الحَقيقي؛ عِلم الوَحي وما أدراكَ ما عِلمُ الوَحي الذي لا يتنزَّلُ إلاَّ في قلبٍ صَفا معدنُه وطهُر حياضُه؛ قال تعالى:
 [
الأنفال : 29].[يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ]2) التَّقوى: سببٌ في توفيق العبد لأَن يفصِلَ بين الحق والباطل ولا يَقع في التباسٍ واشتباه؛ يقُول تعالى:
3)
التقوى سبب في حُصول الرَّحمة الإِلهيَّة في الدُّنيا والآخِرة، والاستِنارَة بنُور الله عزَّ وجل!
 [
الحديد : 28].[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ]يقُول تعالى:
4)
التقوى سَبب لِنيلِ وَلاية الله عزَّ وجل ومَحبَّتِه ومَعيَّتِه؛ ومَن كانَ الله مَعهُ فَمن عليه، ومَن كانَ عليه فَمن مَعه؟!
 [
الأنفال: 34].[ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ]
 [
الجاثية : 19].[وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ]
[
يونس :62- 64].[أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ. لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ] 
 [
آل عمران : 76].[بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ]
 [
البقرة : 194].[وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ]
 [
النحل : 128].[إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ] 
 [
الطلاق : 4].[ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً]5) التقوى: سبب لتيسير الأُمور وحلِّ المَشاكِل والصِّعاب؛ قال تعالى:
 [
الليل :5- 7].[ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى]
6)
التَّقوى سببٌ لتنزُّل البركات من الأَرض والسَّماوات!
 [
الأعراف : 96].[وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ]قال تعالى:
7)
التَّقوى سبب للخُروج مِن المضائِقِ والمَآزِق وتَوسِعة الرِّزق على الإنسان! 
 [
الطلاق : 2- 3].[وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً]قال تعالى:
8)
التقوى سبب للمَدد الإِلهي، والنُّصرة في الحُروب على الأعداءِ والمُناوئين والكائِدين!
 [
آل عمران : 120].[إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ]
 [
آل عمران : 125].[بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ]
9)
إنها أعظَمُ مَهيَعٍ لصلاح الأعمال وقبولها، ومغفرة الذنوب والمَعاصي! فَمن يَبغي غَير التَّقوَى بديلا؟!
 [
الأحزاب :70- 71].[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً]قال تعالى:
10)
رحَماتُ الله في الدُّنيا والآخِرة لا تَكُون إلاَّ للمُتَّقين!
:قال تعالىhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.pngوَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png .الأعراف:156
11)
العاقبة الحَسَنة كذَلكَ في الدُّنيا والآخِرَة لا تَكُون إلاَّ للمُتَّقين!
تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا]قال تعالى:   [القصص : 83].[يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
 [
يوسف : 90].[إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ]وفي سياقِ قصَّة سيِّدِنا يُوسَف عليه السَّلام الذي هُو أسوَة المُتَّقين نقرأ قَوله تعالى في آخِر السُّورة
12)
التَّقوى سببٌ لحصول البشائِر في الحياة الدنيا قَبل الآخِرة!
[
يونس :62- 64].[أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ. لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ] 
13)
التَّقوَى مَناطُ قَبُول الأَعمال الصَّالِحَة؛ فالله لا يَقبَل عَملاً خليطًا مِن خَيرٍ وشَر؛ ولَكن مَع التَّقوَى فإنَّ أعمالَ الإنسان كُلَّها تكُون نُورًا على نُور!
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [المائدة : 27].
 :14) التقوى: سبَبٌ للفوز والفلاح والنَّجاةِ في الدُّنيا والآخِرة! قال تعالى http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.pngوَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png النور:52.
وأعظَم فَوزٍ ونَجاح أن يُزحزِح الله المُتَّقين عَن النَّار ويُدخِلهم الجنَّة!! لأنَّهُم اتَّقوا اللهَ فوَقاهُم شرَّ ذلك اليَوم ولقَّاهُم نَضرَة وسُرورا! فاللهم آتِنا في الدُّنيا حَسنَةً وفي الآخِرة حسنَة وقِنا عذابَ النَّار! ! ما قيمَة هذه الحياةِ الدُّنيا؟! إن هيَ إلاَّ مَتاع الغُرور!
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ. رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [غافر :7- 9].
استَجابَ الله لِهذه الدَّعوَة الصَّادِقة الحانيَة مِن الملائِكة الكِرام البَررة فوَقى الله عبادَه سيِّئات ذَلك اليَوم، ووقاهُم عذابَ الحَريق!
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ. فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png[الطور :17- 18]. 
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ. فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [الطور :26- 27].
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png التَّحريم: 6.... السؤال: كيفَ نقي أنفُسَنا وأهلينا يا رب؟! 
يأتي الجَواب الرَّباني بعدَ آيَة واحِدَة فقَط في نفس السُّورة: http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.pngيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [التحريم : 8].
*
أُسدِل السِّتارَ عن هذا المَقال بآيَة جامِعَة مانِعَة؛ هيَ وصيَّة الله للأوَّلين والآخِرين لمَن كانَ لَه قلبٌ أو ألقَى السَّمعَ وهُو شَهيد!
http://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos1.png
وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيّاً حَمِيداًhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/qos2.png [النساء : 131].
والحَمد لله ربِّ العالمين

اقرأ أيضاً لـ نسيم بسالم:
رد مع اقتباس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق